أسباب وتداعيات حظر Roblox في العراق: حماية أم تقييد رقمي؟

اتخذت الحكومة العراقية قرارًا مفاجئًا بحظر منصة الألعاب الأمريكية Roblox، وسط انقسام مجتمعي بين من يرى أنه إجراء ضروري لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، ومن يراه تقييدًا جديدًا للفضاء الرقمي. لكن ما الأسباب الكاملة وراء هذا القرار؟ وما تأثيره على المستخدمين والمشهد الرقمي في العراق؟

أسباب الحظر كما تراها الحكومة العراقية

أعلنت وزارة الاتصالات أن قرار الحظر جاء بعد دراسة ميدانية وتقارير أمنية كشفت عن “مخاطر اجتماعية وسلوكية”، من بينها:

• التواصل المباشر بين اللاعبين بشكل قد يفتح الباب للاستغلال الإلكتروني والابتزاز.

• وجود محتوى يتضمن إيحاءات جنسية ومخالفات للقيم الاجتماعية.

• انتشار ممارسات تعتبرها السلطات “غير متوافقة مع التقاليد العراقية”.

• ظهور مواقع مزيفة تنتحل هوية Roblox وتسرق البيانات الشخصية.

الضغط المالي والإدمان الرقمي كعوامل مؤثرة

أشارت الوزارة إلى أن عمليات الشراء داخل اللعبة شكلت عبئًا ماديًا على العديد من الأسر، خصوصًا مع ازدياد الإقبال من الأطفال. كما تم التحذير من حالات الإدمان المفرط على اللعب، وما يرافقه من عزلة اجتماعية وتأثير على الصحة النفسية.

مطالبات سابقة وتصاعد القلق المجتمعي

في أغسطس الماضي، دعا المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان إلى حظر Roblox بالكامل، محذرًا من وصول الأطفال إلى محتوى جنسي غير لائق. كما أظهرت إحصائيات عالمية أن 40% من مستخدمي المنصة تقل أعمارهم عن 13 عامًا، ما يعزز مخاوف الجهات المختصة.

العراق ضمن موجة إقليمية لحظر الألعاب

انضم العراق إلى دول مثل تركيا، التي حظرت المنصة عام 2024 بسبب قضايا متعلقة بالاستغلال الجنسي للأطفال. كما تشهد المنطقة العربية تشديدًا أكبر فيما يتعلق بالألعاب التي تحتوي على تفاعلات اجتماعية غير مراقبة.

تحذيرات نفسية حول تأثير المنصات التفاعلية

أخصائيون نفسيون في العراق نبّهوا من انتشار الاعتماد الرقمي لدى الأطفال وتأثير الألعاب غير المناسبة على النمو الأخلاقي والاجتماعي، مؤكدين أن الرقابة الأسرية لم تعد كافية دون تدخل رسمي.