صفقة الاستحواذ السعودي على شركة EA Sports لم تكن مجرد خبر اقتصادي ضخم يهز صناعة الألعاب العالمية، بل تحولت سريعًا إلى مساحة أمل كبيرة داخل مجتمع اللاعبين العرب. كثيرون رأوا في هذه الصفقة بداية مرحلة جديدة قد تمنحهم أخيرًا صوتًا مسموعًا داخل واحدة من أكبر شركات الألعاب في العالم.
وإذا كانت EA قد عُرفت بقدرتها على تقديم تجارب كروية جماهيرية، فإن اللاعبين العرب يطمحون اليوم لرؤية هويتهم وتفضيلاتهم تنعكس بشكل أوضح في عناوين الشركة، خصوصًا في سلسلة Ultimate Team.
هوية عربية في الملعب
من أبرز ما يطالب به الجمهور العربي هو إدراج أندية عريقة وذات قاعدة جماهيرية ضخمة مثل الأهلي والزمالك من مصر، الرجاء والوداد من المغرب، والصفاقسي من تونس. وجود هذه الأندية في اللعبة لا يعني مجرد إضافة أسماء جديدة، بل يمثل خطوة مهمة لتمثيل ثقافة الكرة العربية عالميًا، وإبراز تاريخها الكبير الذي يفتقده الكثير من اللاعبين حول العالم.
أيقونات عربية في Ultimate Team
لطالما طالب الجمهور بإضافة أساطير عربية إلى قائمة الأيقونات (Icons) التي تحتفي بتاريخ نجوم اللعبة. أسماء مثل ابوتريكه، محمود الخطيب، وائل جمعه وحسن شحاته تُعد رموزًا لكرة القدم في المنطقة، وإدراجها لن يمنح اللاعبين العرب فقط شعورًا بالاعتراف، بل سيعرّف الملايين حول العالم بتاريخ كروي عربي غني غالبًا ما يتم تجاهله.
قضايا الهوية والقيم
إلى جانب الطموحات الكروية، هناك جانب آخر يتمثل في رفض اللاعبين العرب لبعض العناصر التي لا تتماشى مع قيمهم الثقافية، مثل السماح باستخدام الشارات التي تعبر عن المثلية أو دمج اللاعبين واللاعبات في نفس الفريق داخل Ultimate Team. بالنسبة لهم، هذه التغييرات تمس هوية التجربة التي يودون خوضها، ويأملون أن يتيح الاستحواذ السعودي فرصة لمواءمة اللعبة مع حساسياتهم.
البنية التحتية والخوادم
واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا للاعبين العرب هي ضعف الخوادم المخصصة للشرق الأوسط، الأمر الذي ينعكس مباشرة على جودة التجربة عبر الإنترنت.
المطالب واضحة: توفير سيرفرات قوية ومخصصة للمنطقة حتى يتمكن اللاعبون من خوض المباريات بجودة تضاهي أوروبا وأمريكا. بالنسبة لهم، هذه ليست رفاهية، بل حق أساسي يضمن العدالة التنافسية.
إعادة التراخيص والواقعية
جانب آخر يشغل بال اللاعبين هو إعادة التراخيص الرسمية لبعض الدوريات الكبرى مثل الدوري الإيطالي، حيث تظهر أندية مثل يوفنتوس وميلان بأسماء وشعارات غير حقيقية. الجمهور العربي يرى أن الواقعية هي جوهر تجربة كرة القدم الافتراضية، ويتمنى أن يكون وجود المستثمرين الجدد دافعًا لإعادة التفاوض على مثل هذه الحقوق.
بين الطموحات والواقع
لا شك أن تحقيق كل هذه المطالب ليس بالأمر السهل، فالقرارات النهائية تعتمد على استراتيجية EA العالمية وتوازناتها التجارية. لكن دخول صندوق الاستثمارات السعودي إلى قلب صناعة الألعاب يفتح الباب أمام احتمالات جديدة، ويمنح اللاعبين العرب ثقة بأن صوتهم قد يصبح مسموعًا أكثر من أي وقت مضى.
من الأندية التاريخية إلى الأيقونات العربية، ومن الخوادم إلى القيم الثقافية، يجد اللاعب العربي نفسه اليوم أمام فرصة تاريخية قد تغيّر وجه تجربته مع ألعاب EA. وبينما تبقى وعود المستقبل مرتبطة بقرارات الشركة وتحركاتها القادمة، فإن هذه الطموحات تعكس بوضوح رغبة مجتمع عربي كامل في أن يُرى ويُسمع في عالم الألعاب العالمية.