في عالم تتغير فيه الاتجاهات بسرعة وتتنافس الشركات على الأضواء، تظل Red Dead Redemption 2 حالة فريدة من نوعها. بعد مرور أكثر من ست سنوات على إصدارها، ما زالت اللعبة تحقق أرقامًا مذهلة وتتصدر القوائم، لتصبح رسميًا رابع أكثر لعبة مبيعًا في التاريخ، دون أن تحصل على أي إصدار محسن حتى الآن.
إنجاز تاريخي في المبيعات
وفقًا لتقرير شركة Take-Two الأخير، تجاوزت مبيعات Red Dead Redemption 2 حاجز 79 مليون نسخة عالميًا، وهو رقم يضعها خلف Minecraft وGTA V وWii Sports فقط. اللافت أن اللعبة حققت هذا الإنجاز دون إصدار نسخ محدثة لمنصات الجيل الحالي، وهو ما يؤكد جودتها الفنية وعمقها القصصي الذي جعلها تستمر في جذب اللاعبين الجدد حتى اليوم.
كما أشار التقرير إلى أن اللعبة تحتل المركز الأول في الولايات المتحدة من حيث الإيرادات خلال السنوات السبع الأخيرة، متفوقة على عناوين شهيرة مثل Mario Kart 8 وPUBG وThe Witcher 3.
غياب الجزء الثالث… وصوت المبدعين
رغم النجاح الساحق، لم تصدر Rockstar أي إعلان رسمي حول Red Dead Redemption 3. دان هاوزر، المؤسس المشارك السابق للاستوديو، تحدث مؤخرًا عن ارتباطه بالسلسلة قائلاً إنه سيشعر “بحزن أكبر” إذا تم تطوير جزء جديد دون مشاركته، مشيرًا إلى أن عالم Red Dead كان دائمًا أكثر ترابطًا من GTA من حيث السرد والشخصيات.
وأوضح هاوزر أيضًا أن العمل على مشاريع من هذا النوع يمثل تحديًا فنيًا كبيرًا، خاصةً في ظل عدم امتلاك المبدعين للملكية الفكرية الكاملة، مما يجعل قرارات التطوير والاتجاه الإبداعي في يد الشركات الكبرى.
رأي أبطال اللعبة
من جهته، عبّر الممثل روجر كلارك، الذي قدم أداءً أسطوريًا في دور Arthur Morgan، عن إيمانه بأن السلسلة ستستمر يومًا ما، لكنه أكد أن عودة شخصيته غير متوقعة نظرًا لاكتمال قصتها. وأضاف أن أي مشروع جديد في هذا العالم سيحتاج إلى سنوات من التحضير والإنتاج قبل أن يرى النور، وهو ما يتماشى مع نهج Rockstar المعروف بالدقة والاهتمام بالتفاصيل.
إرث لا يُنسى
تستمر Red Dead Redemption 2 في إثبات مكانتها كتحفة فنية تجمع بين السرد العميق، العالم المفتوح الغامر، والتفاصيل الواقعية التي لا مثيل لها. وبينما ينتظر اللاعبون بفارغ الصبر أي خبر عن مستقبل السلسلة، تبقى اللعبة حتى الآن رمزًا للإبداع والالتزام بالجودة، ودليلًا على أن النجاح الحقيقي لا يحتاج دائمًا إلى تحديثات أو نسخ جديدة ليظل خالدًا في الذاكرة.