في خطوة مثيرة للجدل بين مجتمع اللاعبين، أعلنت مايكروسوفت عن رفع سعر اشتراك Xbox Game Pass Ultimate بنسبة 50%، مما أثار موجة من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الخطوة، ومدى نجاح استراتيجية الشركة في تحويل خدماتها السحابية إلى مصدر ربح فعلي بعد ثماني سنوات من الإطلاق.
زيادة الأسعار تثير استياء المشتركين
اعتباراً من 1 أكتوبر 2025، أصبح سعر اشتراك Game Pass Ultimate يبلغ 29.99 دولاراً شهرياً بدلاً من 19.99 دولاراً.
تأتي هذه الزيادة الأكبر في تاريخ الخدمة لتؤكد – بحسب تقارير Bloomberg – أن مايكروسوفت تواجه صعوبة في تحقيق الأرباح الكافية من نموذج الاشتراك، رغم توسعها المستمر في تقديم الألعاب يوم الإطلاق ضمن مكتبتها.
الزيادة دفعت عدداً كبيراً من المستخدمين إلى إلغاء اشتراكاتهم، وهو ما ظهر بوضوح في ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي.
إطلاق الألعاب الضخمة على الخدمة… سلاح ذو حدين
أحد العوامل الرئيسية وراء الزيادة هو التأثير المالي لإطلاق عناوين ضخمة مثل Call of Duty مباشرة على Game Pass.
ورغم أن هذه الخطوة تضيف قيمة كبيرة للاعبين، إلا أنها تقلل من مبيعات النسخ الكاملة التي تحقق للشركات أرباحاً أعلى.
التقرير أشار إلى أن Xbox تنازلت عن أكثر من 300 مليون دولار من مبيعات Call of Duty على الكونسول والـPC خلال العام الماضي وحده.
إيرادات Game Pass تحت الضغط
بحسب مصادر داخلية تحدثت إلى Bloomberg، فإن قسم Xbox لم يتمكن بعد من تحقيق العائد المالي الذي كان مستهدفاً عند إطلاق الخدمة عام 2017.
وبالرغم من أن عدد المشتركين تجاوز عشرات الملايين، إلا أن تكلفة إضافة ألعاب ضخمة باستمرار تجعل العائد الصافي محدوداً، خاصةً في ظل التوسع بخدمات السحابة والألعاب المجانية.
خطة مجانية قادمة عبر Xbox Cloud Gaming
في محاولة لتعويض الفجوة، تعمل مايكروسوفت على تطوير خطة مجانية مدعومة بالإعلانات لخدمة Xbox Cloud Gaming، والتي ستتيح للمستخدمين تجربة الألعاب عبر السحابة دون الحاجة لاشتراك Game Pass.
من المقرر أن تبدأ المرحلة التجريبية العامة قريباً، على أن يتم الإطلاق الرسمي خلال الأشهر المقبلة، ما قد يشكل تحولاً جديداً في استراتيجية الشركة تجاه المستخدمين الذين لا يرغبون بدفع اشتراك شهري.
مايكروسوفت بين الربحية وجذب اللاعبين
يبدو أن مايكروسوفت دخلت مرحلة إعادة تقييم شاملة لاستراتيجيتها في سوق الألعاب، خاصة بعد أن أصبحت خدمة Game Pass محور نموذجها التجاري.
وبينما يرى البعض أن رفع الأسعار خطوة ضرورية للحفاظ على الاستمرارية، يخشى آخرون أن تؤدي هذه السياسة إلى فقدان شريحة واسعة من المشتركين، ما لم تقترن بتجارب إضافية أو محتوى حصري يبرر التكلفة الجديدة.