في خطوة غير مسبوقة في عالم التكنولوجيا، أصبحت NVIDIA أول شركة على الإطلاق تتجاوز قيمتها السوقية 5 تريليونات دولار، مدفوعة بالطلب العالمي المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويأتي هذا الإنجاز بعد أقل من شهرين من تخطيها حاجز 4 تريليونات دولار، في وقت تشهد فيه الشركة توسعًا غير مسبوق في قطاعي الألعاب والذكاء الاصطناعي.
الطلب على الذكاء الاصطناعي يدفع نمو NVIDIA
أحدثت الطفرة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في سوق المعالجات الرسومية، حيث أصبحت شرائح GPU التي تنتجها NVIDIA مكونًا أساسيًا في تشغيل الخوارزميات الضخمة وتدريب النماذج الذكية. هذا التوجه رفع الطلب على منتجات الشركة إلى مستويات قياسية، ما انعكس بشكل مباشر على قيمتها السوقية وأرباحها الفصلية التي شهدت أرقامًا قياسية في الربع الثاني من 2026.
استثمارات ضخمة وشراكات استراتيجية
لم تكتف NVIDIA بتوسيع إنتاجها، بل عقدت سلسلة من الصفقات الكبرى لتعزيز نفوذها في سوق الذكاء الاصطناعي.
- 
استثمار 2 مليار دولار في شركة xAI كجزء من صفقة بقيمة 20 مليار دولار لتوريد وحدات معالجة AI جديدة. 
- 
ضخ 5 مليارات دولار في Intel لدعم الدمج بين NVLink ومعالجات Intel x86 ضمن منصة موحدة. 
- 
خطة استثمارية بقيمة 100 مليار دولار مع OpenAI لإنشاء شبكة عملاقة من مسرعات الذكاء الاصطناعي تصل إلى 10 جيجاوات، يُتوقع بدء تشغيل أول جيجاوات منها في النصف الثاني من 2026. 
هذه الخطوات جعلت NVIDIA في موقع الريادة لتشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي من حيث القوة الحوسبية والبنية التحتية.
أزمة ذاكرة عالمية تلوح في الأفق
مع تزايد الطلب من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، بدأت شركات تصنيع الذاكرة في تحويل إنتاجها نحو شرائح HBM وذاكرة الخوادم (Server DRAM)، ما تسبب في نقص المعروض من الذاكرة الخاصة بالحواسيب والهواتف.
تشير البيانات إلى أن أسعار ذاكرة DDR5 ارتفعت بنسبة 15% خلال أول عشرة أيام من أكتوبر، ووصلت الزيادة إلى 50% لبعض الفئات خلال الشهر نفسه.
تأثير مباشر على الهواتف والكمبيوترات
أكدت شركة Xiaomi أن ارتفاع تكاليف الذاكرة ينعكس بالفعل على أسعار الهواتف الذكية، بينما أعلنت Micron أن عام 2026 سيشهد استمرار نقص الإمدادات دون أي تحسن متوقع. أما Adata فأشارت إلى أن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي أصبحت تتفوق على سوق الحواسيب في المنافسة على توريد شرائح الذاكرة، مما يهدد بحدوث نقص حاد في ذاكرة RAM وSSD خلال الأشهر المقبلة.
مستقبل سوق التقنية: سباق على الطاقة والمعالجة
يتوقع محللون أن يستمر ما يسمى بـ”دورة الذاكرة الكبرى” حتى عام 2027 على الأقل، مع استمرار ضخ الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة. كما تشير التوقعات إلى أن NVIDIA ستواصل تعزيز تفوقها في سوق المعالجات، خصوصًا مع توجهها نحو زيادة الطاقة التشغيلية إلى 10 جيجاوات لتلبية الطلب العالمي على مسرّعات الذكاء الاصطناعي.
إن تجاوز NVIDIA لحاجز 5 تريليونات دولار لا يمثل مجرد إنجاز مالي، بل يُعد تحولًا تاريخيًا يرمز إلى بداية حقبة جديدة تقود فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي الاقتصاد العالمي وتعيد رسم ملامح صناعة التكنولوجيا بأكملها.